عابر سبيل المراقب العام عدد المساهمات : 999
تاريخ التسجيل : 08/05/2010
العمر : 53
| 12/12/2011, 10:36 |
| الباحث البلجيكي جانسن: مؤشرات التلاعب الخارجي بشأن الأحداث قال الباحث البلجيكي كريس جانسن إن محطات الإعلام الغربي تضع كل الأحداث التي حدثت مؤخراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل قاسم مشترك وهو الربيع العربي ولكن هل يوجد شيء في الواقع اسمه الربيع العربي.
وأضاف جانسن إنه بمقارنة سورية ومصر كنموذجين مختلفين وبالنظر إلى الوضع في البلدين يمكننا أن نلاحظ أن الخلفية الاجتماعية والسياسية في كلا البلدين تنشآان من نظام مختلف تماماً لأن الاطار السياسي والاجتماعي في مصر وسورية ينبع من نموذج ايديولوجي مختلف تماماً.
وقال جانسن إنه عندما ننظر إلى الوضع في سورية فإننا نلاحظ مناخا اجتماعيا مختلفاً كلياً حيث كانت السياسة السورية على الدوام تتفادى اللامساواة الاجتماعية من خلال تطبيق سلسلة من الآليات التي تضمن توزيع الثروات بطريقة أكثر عدالة عبر منح فرص لكل مواطن للمشاركة في الحياة الاقتصادية.
وتابع إن من الأمثلة النظام التعليمي والرعاية الصحية المتطورة وسياسات الإسكان وتشريعات العمل مضيفا إن مبادئ التضامن السورية هذه تطورت دون تراجع فوائد الموارد الطبيعية الهائلة مثل النفط والغاز.
وقال جانسن إنه بوضع التطورات والأحداث الراهنة ضمن إطار أوسع وبفهم النسيج الاجتماعي للمجتمع السوري والسياق التاريخي لسيره يصبح من الواضح أن ما نشهده حالياً هو إثارة للصراع الطائفي الذي لا يعود لسبب داخلي وإنما هو نتيجة لعبة خارجية تهدف إلى تدمير الدولة السورية والمجتمع السوري.
وأضاف إن المؤشرات على المناورة والتلاعب الخارجي بشأن الأحداث في سورية يمكن لمسها بوضوح من خلال متابعة شبكات الإعلام الدولية كالجزيرة والعربية وبي بي سي وسي ان ان وفرانس 24 وغيرها حيث ان التأثير السياسي وتمويل تلك الشبكات بشكل مباشر أو غير مباشر لا يعد سراً كبيرا.
وقال جانسن إن هذه المناورات الإعلامية مثال واحد حول السعي لرسم الحكومة السورية على أنها نظام عنيف ووحشي يقترف مجازر بحق مواطنيه وتقديم صورة مزعجة للغاية ووجهة نظر من طرف واحد حول الأحداث التي تجري هناك.. وهناك أمثلة أخرى ودلائل حول التلاعب الإعلامي موثقة تماماً من خلال التجربة العراقية والتجربة الليبية وهذه الأمثلة تعلمنا الكثير عن أساليب الخداع والحرب النفسية.
وأضاف إن الحملة الحالية ضد سورية تلقي الضوء وتكشف تطبيق معايير مزدوجة متسائلاً لماذا لم نسمع أوروبا والولايات المتحدة أو مجلس الأمن عندما قصفت إسرائيل لبنان عام 2006 ودمرت بنيتها التحتية أو خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في كانون الأول 2008 وشباط 2009 والذي أسفر عن مقتل 1500 مدني وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين بجروح وأين كان بقية العالم أمام إدانة إسرائيل بشأن كل هذا وغيره من الأعمال العدائية التي استهدفت الفلسطينيين خلال الأعوام ال60 الأخيرة.
وقال جانسن يبدو أن السيناريو الليبي يعيد نفسه من خلال تطبيق الاستراتيجية ذاتها ومحاولة الإطاحة بالنظام عبر الحصول على الأسلحة الثقيلة وتأمين الدعم المادي واللوجستي لعصابات المتطرفين دون تعريض الولايات المتحدة وأوروبا لخطر وقوع ضحايا من نشر قوات برية.
وتابع إن الاختلاف الوحيد مع ليبيا حتى الآن هو غياب القصف من جانب قوات حلف شمال الأطلسي/الناتو/ وفرض منطقة حظر جوي ومن المحتمل أن يعود ذلك إلى الدعم الدبلوماسي الروسي القوي لسورية وإلى نظام الدفاع الجوي السوري المتطور وعلاقات سورية الاستراتيجية مع إيران وحزب الله وحركة حماس.
وقال الكاتب البلجيكي إنه بالعودة إلى الوضع السوري ألا يوجد مطالب مشروعة للاصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهل يوصف أي شخص يطالب بالاصلاحات بأنه مجرم يرتكب أعمال عنف الجواب بالطبع لا فهناك العديد من المطالب التي نودي بها وهي مبررة وضرورية والحكومة السورية واعية لذلك وبدأت بتنفيذ سلسلة من الاصلاحات منذ سنوات وبالتالي فإن عملية الاصلاح ليست شيئا جديداً إلا أنه يتم تنفيذها بسرعة أكبر الآن.
وأضاف الكاتب إن هناك بعض الأخطاء والحكومة السورية كانت منفتحة للغاية وأقرت بتلك الأخطاء وأحد الانتقادات التي وجهت لها هي أنه كان يجب القيام باصلاحات على نحو عاجل وسريع وهذا شيء صحيح وبكل نزاهة وإنصاف علينا أن نضيف أن تنفيذ هذه السلسلة الواسعة من الاصلاحات هي عملية معقدة ومطالب التغيير الاجتماعي بعيدة المنال وضرورة التوازن بين تقدم واستقرار المجتمع ويخشى من تعريض الاستقرار الاجتماعي للخطر الذي منع الحكومة السورية عن تنفيذ الاصلاحات بوتيرة سريعة.
وأضاف جانسن إن من هذه الاصلاحات تقديم قانون الصحافة الليبرالية وإلغاء حالة الطوارئ الذي كان موجودا منذ عام 1963 وإعداد دستور جديد وتقديم نظام متعدد الأحزاب ومنح الجنسية لجزء كبير من الأكراد من أجل تسوية أوضاعهم بشكل نهائي وتنظيم انتخابات برلمانية ومحلية.
وقال جانسن إن الاصلاح والمغامرة لا يزالان شيئين مختلفين فهناك حاجة ماسة للاصلاحات ولكن المغامرة ستقود البلاد إلى الفوضى وانعدام القانون وانتشار العنف وما يريده الشعب السوري هو تنفيذ الاصلاحات بطريقة محكمة تعود بالفائدة على الجميع ومواصلة حياته اليومية بطريقة سلمية ومتناغمة والإسهام في تقدم وتطوير البلاد لتأمين ازدهار أجيال الحاضر والمستقبل وبالتالي ليس هناك علاقة بين الشعب السوري والعصابات الإجرامية التي تدعمها وتمولها بعض القوى الخارجية وحلفائها الاقليميين والتي تثير الرعب من أجل إثارة حرب أهلية وتدمير الوطن وكل المبادئ والقيم التي تؤيدها سورية والشعب السوري.
وختم الباحث بقوله إن الشعب السوري سيتجاوز هذه الأوقات العصيبة حيث مرت سورية بتحديات وأوقات صعبة في تاريخها وكانت دائما تخرج أقوى مضيفاً ان إحدى دعائم قوتها كان وسيبقى على الدوام التماسك والصمود الذي لا يتزعزع بين الشعب السوري أما المجرمون الذين خلفوا آثار سفك الدماء والدمار فإنهم سيحاسبون من الشعب السوري على جرائمهم في الوقت المناسب. الموضوع الأصلي : الباحث البلجيكي جانسن: مؤشرات التلاعب الخارجي بشأن الأحداث المصدر : منتديات وادي رهيو | |
|