ساركوزي: مستعد لتلطيخ يديّ لإنقاذ فرنسا أثار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دهشة شديدة لدى البريطانيين بإعلانه أنه "لا توجد صناعة" في بريطانيا، في تعليق عابر له ضمن لقائه التلفزيوني الاحد الماضي الذي خاطب فيه الشعب الفرنسي، معلنا عن عزمه على خوض انتخابات الرئاسة مجددا في الربيع المقبل، حيث من المقرر أن تجري الجولة الأولى من الانتخابات في 22 نيسان تليها الجولة الثانية في 6 أيار.
ووفقا للمحللين السياسيين تلكأ ساركوزي في الإعلان عن ترشيح نفسه لدورة جديدة للرئاسة الفرنسية إلى أن ضمن تأييد ودعم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل له. وكان تلكؤ ساركوزي في إعلان ترشيح نفسه أثار توقعات من جانب بعض المراقبين السياسيين باحتمال عدم ترشيح نفسه. لكنه حسم أمره في النهاية بعد الحصول على دعم ألمانيا، القوة الأكبر في أوروبا في الوقت الحالي.
وكانت ميركل أعلنت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي في تصريح يخرج عن إطار المألوف في العلاقات الديبلوماسية، أنها ستكون مستعدة لخوض معركة الانتخابات الفرنسية لمساعدة صديقها ساركوزي وحليفاها في الاتحاد الأوروبي، وحتى قبل أن يُعلن ساركوزي عن رغبته في خوض الانتخابات، ورغم اعتبار مثل هذا التصريح من جانب ميركل على أنه تدخل في الشؤون الداخلية لدولة أجنبية.
ويرى المراقبون أن ألمانيا التي تتحمل العبء الأكبر من المشاكل الاقتصادية لمنطقة اليورو، تعوِّل كثيرا على ساركوزي في مساعدتها على اجتياز أزمة اليورو والديون الأوروبية الحالية في اليونان وإيطاليا وإسبانيا. في حين أن ميركل وساركوزي فقدا الأمل في الحصول على أي مساعدة في هذه الأزمة من جانب بريطانيا ورئيس وزرائها المحافظ مثلهم ديفيد كاميرون.
وخصص ساركوزي خطابه للوضع الاقتصادي وسعى الى رفع معنويات الشعب الفرنسي وزيادة ثقتهم به وبحكومته وحزبه الحاكم في مواجهة الحزب الاشتراكي المعارض، وطمأنتهم إلى أن فرنسا قد اجتازت دائرة الخطر في الأزمة الاقتصادية الحالية، وقال انه "على موعد مع الشعب الفرنسي" في الانتخابات المقبلة.
ومع ذلك اعترف ساركوزي أن بعض قراراته السياسية خلال الفترة الماضية كانت خاطئة ووعد بمناقشة هذا الأمر في الوقت المناسب.
وتحدث عن عزمه تقليص ساعات العمل في فرنسا بهدف توفير مزيد من الوظائف والتقليل من حجم البطالة التي وصلت إلى أعلى معدل لها خلال 12 عاما.
وتقدم ساركوزي بهذا الاقتراح للرد على مشروع الحزب الإشتراكي المعارض لتخفيض سن التقاعد إلى 60 عاما بهدف خلق المزيد من الوظائف، الأمر الذي هاجمه ساركوزي واعتبره "كذباً وتدجيلاً". وأعلن عن عزمه أيضاً زيادة نسبة ضريبة القيمة الإضافية بنحو 1.6 في المئة، للتخفيف من الأعباء المترتبة على أصحاب العمل راجيا أن يتجاوبوا معه لإنجاح خطته الاقتصادية. يشار إن ميركل قررت أن تزيد ضريبة القيمة الإضافية بنسبة 1.6 في المئة إلى 21.2 في المئة.
ويخشى الكثير من أصدقاء ساركوزي وأتباعه أن تؤدي الإجراءات التقشفية التي تتضمنها خطته المقبلة إلى وقوع أحداث شغب شبيهة بالأحداث التي شهدتها بريطانيا في الصيف الماضي ردا على الإجراءات التقشفية التي أعلنها ديفيد كاميرون. لكن ساركوزي رد في المقابلة التلفزيونية على هؤلاء المشككين بقوله إن الخطة التي يقترحها تثبت أنه "رجل شجاع وأنه مستعد أن يلطخ يديه لإنقاذ فرنسا، على عكس الحزب الإشتراكي". وأضاف أنه "سيفعل كل ما في وسعه من أجل المستقبل الاقتصادي لفرنسا".
("البناء" ـ وكالات)
الموضوع الأصلي :
ساركوزي: مستعد لتلطيخ يديّ لإنقاذ فرنسا المصدر :
منتديات وادي رهيو