امة الله عدد المساهمات : 171
تاريخ التسجيل : 09/05/2010
| 6/10/2011, 02:13 |
| في ذكرى تأسيس أسطول الحرية بقلم السيدة نجوى سلطاني = احدى المشاركات في الأسطول قبل عام ،وبفكرة بسيطة بدأت في تركيا لرجل يسمى "بولند يلدريم" رئيس جمعية "الإهاها" التركية ، خلاصتها أن يركب نشطاء من العالم مراكب بحرية وينطلقون با تجاه فلسطين المحتلة لكسر الحصار عن غزة بحرا،ومع أن الفكرة كانت خيالية إلا أن عزيمة الرجال المخلصين حولتها الى واقع ،فكيف جرى ذلك؟ وما الذي تغير بعد مرور سنة كاملة على هذه المبادرة الشجاعة.
عند ما زارنا موفد السيد"بولنديلدريم" إلى الجزائر، في مارس 2010 وحدثنا عن مبادرة كسر الحصار،وضعنا أمام جملة من الإحتمالات كلها تؤدي إلى نتيجة واحدة هي التضحية من أجل كسر الحصار عن غزة، وشرح لنا أن العملية مهما كانت نتائجها سوف تنجح ، وأن أمام المشاركين في أسطول الحرية خمسة احتمالات :
-إما أن يصلوا إلى غزة سالمين ،وهذا نجاح -وإما أن يستشهدوا في البحر وهذا نجاح -و إما أن تردعهم القوات العسكرية الصهيونية وهذا نجاح -وإما أن تعتقلهم و تأسرهم فيسمع بهم العالم كله وهذا نجاح -وإما أن تصل المساعدات ويحول بينهم وبين الوصول إلى غزة، وهذا نجاح أيضا
ولما سألناه عن الاحتمال الراجح ، قال بثقة تامة : هو أن ننجح في إيصال صوتنا إلى العالم ليعرف أن المحاصرين في غزة ليسوا وحدهم ، ونحرج النظام المصري الذي أغلق معبر رفح عن مليون ونصف المليون محاصر صامد،وهو الآن يقوم ببناء جدار فولاذي ليمنع عن الغزاويين أساسيات الحق في الحياة.
قررنا الانخراط في هذا الجهد ،وفهمنا أن كل ناشط يريد المشاركة في هذه الحملة، لا بد أن يوقع مع الله عقد الشهادة في سبيل رفع الحصار على أشقائنا في غزة ،وأن إحتمال العودة معدوم. كان هناك اعتراض كبير ،في البداية لمشاركة النساء في هذه المغامرة لاعتبارات كثيرة ، ولكن الإصرار على المشاركة تأسيا بأم حرام بنت ملحان، التي بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بركوب البحر والغزو والشهادة ذلل هذه العقبة. تقرر عرض الأمر على المكتب الوطني ،فتحولت الفكرة إلى قرار، وبدأ التحضير النفسي والمادي لتجسيد هذه المبادرة . بدأت بإقناع أولادي في عدة جلسات ،كان الأمر صعبا في البداية،لكن قرأت في عيونهم القبول على مضض لأنهم كانوا يعلمون أن هذا الحلم كان يراودني منذ زمان ،منذ أن كان الشيخ محفوظ رحمه الله على قيد الحياة، فقد كان يحلم بأن تطأ قدماه أرض الإسراء والمعراج وكنا نحلم معه بأنه سوف يأتي يوم من الأيام تطأ أقدامنا أرض فلسطين، متى ؟وكيف؟ لم نكن نعلم ،لكن هذا اليوم قد أتى و لم يستطع أبنائي أن يخيبوا أملي ، فكان التوكل على الله عز وجل بنية الجهاد في سبيل الله ضد الصهاينة،إما كسر للحصار أو الشهادة.
كانت نقطة الانطلاقة من مقر الحركة الوطني إلى مقر جريدة الشروق ،ثم إلى المطار الدولي (هوراي بومدين) باتجاه اسطنبول. كانت اخر مكالمة هاتفية لي مع والدتي، ودعتها وطلبت منها الدعاء.. فكانت لحظة حساسة جدا، ثم هاتفت زوجي ،ثم أولادي ..ويا لها من لحظات. وأنا أركب الطائرة جلست بجانب أختي ورفيقة دربي صليحة نواصرية، كنا ندعو الله تعالى أن يرزقنا الشهادة من أجل الأرض التي بارك الله حولها. وصلنا إلى اسطنبول.. ثم مباشرة إلى أنطاليا، بقينا 6أيام في انتظار إعطائنا الإشارة لركوب السفينة، وكانت لنا لقاءات منتظمة ندرس فيها المستجدات،وما يصلنا من أخبار حول تهديدات إسرائيل، وفي اليوم السادس كان لنا لقاء مع القيادة لتزويدنا بالمعلومات الأخيرة وضبط ساعة الانطلاق. استشارنا مسؤول الوفد، الدكتور عبد الرزاق مقري هل الجميع مصر على المشاركة؟ لعل أحدا يبقى في أنطاليا ليأخذ وصايانا وأغراضنا إلى الجزائر، أو يكون نقطة وصل بيننا و بين الجزائر، رفض الجميع الرجوع وقال أحدهم " يا دكتور إذا رجعت فكيف لي أن أرى وجهي مرة أخرى في المرآة ، وكيف أقابل الناس بعد عودتي "، فتأكد الدكتور أن الجميع مصر على أن لا يعود . سألني أخي عبد الرزاق ماذا ترين ياأم أنفال ،فقلت له "النية موجودة لا شك فيها فاذا كتبت لي الشهادة فهذه امنيتي..واذا كتب الله لي العودة فللحديث بقية " ولما وضعت قدمي على سفينة مرمرة وأطلقت سفارتها باتجاه قبرص تملكني احساس نبيل ممزوج بشعور غريب بأنني سوف أحقق حلما كان يراود من مات وهو يوصي بفلسطين خيرا. حين جلسنا في السفينة فتحت حقيبتي وأخرجت علمين لوطني الجزائر ،سلمت واحدا لأختي صليحة والثاني وضعته على ركبتي وقلت لها : إذا كتب الله لنا الشهادة فهذا غطاؤك وهذا غطائي" . فبكينا معا وحمدنا الله عز وجل على أنه إصطفانا من بين الكثيرمن إخواننا وأخواتنا ممن لا نشك في حبهم للقضية المركزية ، يتمنون أن يحملوا هذا الشرف العظيم.
كنا على متن السفينة قريبا من 800 فردا من 50جنسية وكنا 120 امرأة ، تركيات، جزائريات، خليجيات ،أوروبيات وسواهن، كان الاحترام عاليا ، وكأننا اخوة من رحم واحدة..جمع الود بين الجميع وكأننا من بلد واحد أو أسرة واحدة ،نتبادل الحديث ونتقاسم الأكل والشرب ونسترجع الذكريات .. وكل واحد منا يحكي لمن يجلس قربه ماذا ترك وراءه. وكيف شارك في هذا الشرف الكبير.
وكان للجزائريين رواق خاص، زين بأعلام الجزائر وكتب عليه " حارة المغاربة ".كنا نلتقي فيه يوميا الساعة 11صباحا والساعة 7 مساءا نشرب الشاي الذي كان يعده إخوان لنا من الجنوب الجزائري، ويطلعنا رئيس الوفد بالمستجدات، ثم نقرأ المأثورات والصلاة جماعة والدعاء. لما دخلنا المياه الدولية تغيرت الأوضاع وتسارعت الأحداث،بدأ الاستطلاع على الساعة 12ليلا بالطائرات العمودية والبوارج تتحرك باتجاهنا وتحاصرنا يمينا وشمالا ومن الأمام والخلف ،وكان آخر اتصال (بالايمايل) من ابنتي أنفال، بعثت برسالة تقول فيها : " أمي هذه الليلة ليلة عيد الأم في العالم، وأنت لست موجودة معنا وكل مكان وكل شيء في البيت ينادي باسمك ،فكيف لنا أن نواصل حياتنا في غيابك "، بكيت ولم أستطع أن أكتب لها شيئا، كان الإسرائيليون قد بدأوا في محاصرتنا، انقطع كل شيء . كان أخي أحمد لطفي يصرخ فينا " اصعدوا إلى أعلى السفينة... حاولنا الاتصال بالشيخ أبو جرة بهاتف الثريا لنبلغه ما نحن فيه، فتمكنت من إيصال كلمات بسيطة ثم انقطع الاتصال.وبدأ الهجوم الجوي على الباخرة بإنزال الكومندوس المدجج بالسلاح ونحن نصلي الفجر في الركعة الثانية. تعالت الصيحات بالتكبير من كل مكان سقط الشهيد الأول ثم الثاني ثم الثالث... واختلطت الدماء الطاهرة ،ثم تساقطت الجثث وامتلأت أروقة السفينة بالدماء والجرحى وتناثرت الأغراض وكأن زلزال ضرب المكان. قاوم النشطاء الكومندوس الصهيوني بأيدي عارية ،تدافع عدد العساكر وتكاثر المدججون بالسلاح والصارخون فينا بهلع "اجلسوا،إرفعوا أيديكم إلى فوق ،ممنوع الوقوف،ممنوع الحركة " ،وكل الجنود الاسرائليين يرددون كلمةSeat Dawn قطعت خيوط الاتصال و خيوط آلا ت التصوير في السفينة وتم تقييد الجميع، ثم جرونا إلى أعلى السفينة، وكانت الشمس حارقة جدا جدا ولم يؤذن لأحد منا أن يتحرك إلا لسيدة بريطانية اسمها "سارة" بأن تسقينا وتصب على رؤوسنا قليلا من الماء لتطفىء نار الشمس التي وضعونا تحتها
قسم سطح السفينة إلى أربعة مواقع للحراسة، كنت أجلس في زاوية من بين الزوايا الأربع وكل زاوية بها 6 إلى 8 من الجنود يحرسوننا بالأسلحة المختلفة والكلاب، انقبضت نفسي من الرائحة الكريهة التى تصدر منهم لم أشم أقذر منها في حياتي. كانت رائحة كريهة جدا؛؛؛ عيون العساكر و وجوههم مكممة بغطاء أسود لباسهم أسود ويحملون كل أنواع السلاح.بقينا ثماني ساعات ونحن على هذه الحال ثم أنزلونا إلى أسفل السفينة وأغلقوا كل المكيفات ومنعوا الحركة على الجميع،وكنا نسترق النظر لنعرف ما يجري في أروقة السفينة.هناك مصاحف ممزقة .كل شيء متناثر،رائحة الدماء وأنين الجرحى والكل ينتظر رحمة الله
أعطيت الأوامر للتحرك إلى جهة مجهولة ،وكانت السفينة تسير ببطء، وكانت محاصرة بالبوارج البحرية..حتى وصلنا ميناء أسدود الفلسطيني المحتل. كان الوضع في حالة استنفار عام..وكأنها حالة طوارئ ؛؛؛حراسة مشددة..خيم مجهزة قسمت إلى عدة مكاتب، فور الوصول بدأوا معنا التحقيق: أول مكتب دخلته، قابلتني شابة في الثلاثينات، ومعها شاب مثلها ؛؛؛فتحت جواز سفري وقالت لي بالعربية وباللهجة القسنطينية" أنت من مواليد الشرق الجزائري" ، قلت لها نعم ،ردت ثانية انت من مواليد الشرق الجزائري ،قلت لها لماذا تسألين؟ قالت " أنا أيضا من مواليد الشرق الجزائري ولنا بيت في قسنطينة" لم أتمالك نفسي فقلت ماذا تفعلين هنا ،قالت أنا هنا في شغل ،فشعرت بغثيان لأنني برمجت عقلي على أنني بين الصهاينة ولا بد أن أتمالك نفسي اذا استفززت لكن لم أتوقع ماحدث من حولي..ومر في رأسي شريط يحمل كثيرا من الأحداث ومن علامات الاستفهام المطروحة ،فتلقيت الاجابة كان التفتيش لعدة مرات ،وفي كل مرة بطريقة تختلف عن الأخرى ،واستمر التحقيق لمدة 10ساعات كاملة . أخذوا الأخت صليحة مع مجموعة التركيات و الخليجيات والأوروبيات إلى مكان آخر وبقينا نحن الأربعة ( صباح ،صبرينة ،عائشة،نجوى )، والأخ أحمد لطفي وكل الصحافيين الجزائريين ( بلقاسم، حليم، جمعة، وعبد القادر) والسيد "بولند" والدكتورمقري بقينا لوحدنا..كنا آخر من أخذوهم إلى الشاحنات العسكرية واتجهوا بنا نحو جهة مجهولة. أركبونا شاحنة ضخمة لا يوجد فيها تهوئة ولا نوافذ إلا فتحة صغيرة جدا بقينا ننتظر ساعتين ثم دخل ضابطان الشاحنة وبدأ السير، لا نعلم إلى أين؟ وكنت من حين إلى آخر أتطلع من تلك الفتحة لعلني أتعرف على الوجهة...رايت لافتة مكتوبا عليها "تل أبيب" ثم رأيت لا فتة مكتوبا عليها "بئر سبع"، فأدركت أننا صرنا أسرى وسوف نسجن في سجن بئر السبع الذائع الصيت..
رست الشاحنة أمام باب السجن وكانت الحافلات التي تحمل باقي النشطاء قد وصلت إلى نفس المكان فأدخلونا نحن الأربعة إلى عنبر واحد، وكان البناء جديدا لعلنا نحن الذين دشناه، فتيممنا وصلينا، ثم بقينا ننتظر ما سوف يحدث، جاء الحارس وأخذ كل 2 منا إلى عنبر، فلما دخلت العنبر الذي سوف نقيم فيه رفعت راسي إلى أعلى السرير فوجدت رقمي 12 فابتسمت بمرارة..وجلست انتظر رحمة الله.. جلست مع أختي صباح نتحدث في مصيرنا، فقالت " أنا لم أتوقع أنه سوف يأتي عليا يوم وأدخل السجن حتى في الجزائر فما بالك في الأرض المحتلة" ، فقلت لها هذه ضريبة الدفاع عن الحق المسلوب؛؛؛ وصرنا نضحك وننكت في إنتظار ما هو آت. مرت مدة من الزمن، قلت لصباح سوف أحدث ضجة فصرت أطرق الباب بعنف جاء الحارس، قال ماذا تريدين قلت له أريد أن اتصل هاتفيا بالجزائر الآن، فقال لي لا يوجد هاتف هنا ، فصرت احتج لماذا اقتحمتم علينا المياه الدولية، وأسرتمونا بغير حق سوف نرفع عليكم دعوى قضائية وتدفعون الثمن غاليا ، إنزعج الحارس ؛؛؛غادر المكان ليبلغ مسؤوله، أعدت طرق باب الزنزانة بقوة ، عاد الحارس ليخبرنا بأن المحقق سوف يصل ، وأعيد الإحتجاج ،كنت أتساءل مع صباح عن مصير الأخت صليحة، ومصير الوفد الجزائري، كيف لنا أن نعرف عنهم شيئا، وكانت حربا نفسية شديدة حتى فتح باب الزنزانة، فدخلت سيدة تحمل ملفا وقلما طرحت علينا بعض الأسئلة لم نجبها، وسألناها عن السيدة صليحة نواصرية أين أخذتموها؟ أوضحت لنا بأنها مع باقي النساء وهي تسال عنكن، فحمدنا الله ورفضنا الإجابة عن الأسئلة؛؛؛ رفعت نافذة باب الزنزانة، وإذا بعسكري يطل علينا منها، ويسألنا من أي جنسية نحن، ردت صباح من الجزائر، فقرأ في الشارة التي كنت ارتديها "القدس لنا"، قال"بل القدس لنا نحن الاسرائليين وليست لكم انتم العرب"، وقال أيضا إسرائيل تريد سلاما وانتم تريدون حربا، قالت له صباح أنت تتكلم العربية؟؟ من أين؟ قال أبي وأمي مغاربة ونقيم هنا في إسرئيل. فطرقت باب الزنزانة لاحتج ثانية، فجاء الحارس يسألني: هل أنت مريضة؟ تعالي اخرجي من الزنزانة فخرجت، فأخذني إلى مكتب مجاور وإذا بعجوز شمطاء تجلس على كرسي بجانب مكتب عليه أوراق وقلم وأدوية فأخذت قياس ضغط الدم، ثم قالت لي أنت لست مريضة قلت لها أنا لست مريضة أنا أريد أن أتصل حالا بالجزائر، فاتصلت بالهاتف بجهة ما، تكلمت بلهجتهم، لست أدري ماذا قالت ؛؛؛لم أفهم، وإذا بضابط يبدو أنه مسؤول كبير جاء وتحدث معي بعربية ركيكة فقال "لا تقلقي سوف تغادرين هذا المكان بعد دقائق إلى باريس" قلت لماذ باريس، قال لي التعليمات تقول هكذا، فقلت له لو كنت أريد أن أذهب إلى باريس لذهبت من الجزائر لماذا ترحلني أنت، لن أعطيك ورقة ضغط على بلدي، يستحيل ذلك،. أنتم ارتكبتم جرما في حقنا؛؛؛ نحن نشطاء في حقوق الإنسان حملنا معنا حليبا ودواء للأطفال وألبسة وأغطية، ففعلتم بنا ما فعلتم.؛؛؛غادر المكان؛؛؛في الوقت الذي كانت الطبيبة العجوز تقدم ورقة وقلما وتقول لي وقعي هنا، قلت لماذا أوقع قالت لاني كشفت عليك وأخذت قياس ضغط الدم قلت لها لن أوقع ، {لأننا كنا قد اتفقنا نحن الجزائريين على أن لا نوقع أبدا كي لا نمكنهم من أي خيط يقودهم إلى إدانتنا ظلما مهما كان الأمر، وتعاهدنا على ذلك} ؛؛؛ رجعت إلى الزنزانة مع الأخت صباح، فجاء الحارس بالأكل، ففتحنا الإناء كان طعاما "كسكسي" بالخضر وكأنه مطهي في الجزائر، وسمك بالمرق أيضا وكأنه من الجزائر، فقلنا سبحان الله هم يعلمون عنا كل شيء فشربنا الماء لأنه ماء فلسطيني.. فبئر سبع لا تبعد عن غزة كثيرا؛؛؛وتركنا الطعام جانبا . صلينا وقرأنا المأثورات قبيل المغرب؛؛؛ جاءنا ظابط إلى الزنزانة قال لنا: استعدوا إلى الرحيل، قلت إلى أين؟ قال إلى عمان.. فخرجنا، ركبنا الحافلات في طريقنا إلى الأردن. كان العالم قد إهتز ببركات الشهداء التسعة، وكانت الرسالة قد وصلت الى مسامع الدنيا، وتحقق أكثر مما كنا نحلم بتحقيقه، فقد ذقنا المهانة ولكننا شعرنا بعزة الإسلام وكرامة النضال من أجل القضايا العادلة، لذلك كنا ونحن في معتقلات العدو، نحس باستعلاء مع أنهم أهانونا و فرقونا وجردونا من كل وسائل الاتصال، وحجزوا كل ما بحوزتنا من مقتنيات خصوصية. كان الله عز وجل حافظا لنا بفضل دعاء الأهل ونية المخلصين لهذه الأرض الطيبة الطاهرة؛؛؛ ولما وصلنا الى عمان بالأردن كان العالم كله يتحدث عن أسطول الحرية، ومع أن المحاولة كانت تبدو في ظاهرها متعثرة لأن المساعدات لم تصل إلى أصحابها ولكن، صداها كان قد تجاوز غزة، وأعيد تحريك ملف القضية الفلسطينية من جديد وتحركت كل الضمائر الميتة، وتحولت من أسطول للحرية إلى مشروع للتحرر، فبعدها بأقل من أسبوع واحد فتح معبر رفح مؤقتا، واليوم و نحن نحتفل بذكراها الأولى يوم: 31 مايو 2010 – 31 مايو 2011 تعلن الثورة المصرية عن فتح كامل ورسمي للمعبر ببركات الشهداء الذين سقطوا على متن سفينة مرمرة، وهذه إشارة إلى أن هذه بداية واضحة على نهاية الصهيونية إن شاء الله. فهنيئا لكل الذين حباهم الله تعالى بالمشاركة في هذا الشرف الكبير، وكل الشكر لحركة مجتمع السلم التي شرفت الجزائر والشعب الجزائري بالمشاركة في هذه الغزوة ،و شكرا للذين ساهموا في إنجاح هذه التجربة التي كان لها الفضل في فتح الطريق إلى غزة، وكان لأسطول الحرية ما بعده، والشكر لحركة النهضة وللأخ ذويبي ؛؛؛ ولجميع الإخوة الصحافيين والبرلمانيين ورجال المال..فالجميع صنعوا هذه الصورة البارعة
الموضوع الأصلي : في ذكرى تأسيس أسطول الحرية المصدر : منتديات وادي رهيو | |
|