عابر سبيل المراقب العام عدد المساهمات : 999
تاريخ التسجيل : 08/05/2010
العمر : 53
| 6/10/2011, 21:25 |
| عندما تسقط تهمة المرتزقة عن الجزائر في الماء الأمريكي كان صعبا جدا على الجزائريين ما سعى إليه أشخاص في المجلس الوطني الإنتقالي الليبي من زرع تهمة المرتزقة ضد الجزائر، إلا أن ذلك ظل مجرد فقاعات إعلامية سقطت أخيرا في الماء الأمريكي، بعد تصريحات القائد الأعلى للقوات الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" العميد كارتر هام والذي نفى إرسال الجزائر لجنود مرتزقة إلى ليبيا لدعم نظام العقيد معمر القذافي... وقال هام في مؤتمر صحافي عقده في السفارة الأمريكية في الجزائر لم أر أي شيء، والجزائر كما أضاف كانت دائما تدعم الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب من أجل منع وجود مرتزقة، أو حركة أشخاص أو أسلحة بالمنطقة، وأكد هام وجود حركة حرة لمرتزقة نحو وانطلاقا من ليبيا، ومثلما كذبت ذلك الجزائر مرارا وتكرارا هذه الشائعات المغرضة كما وصفتها الخارجية الجزائرية، وندد بها الإعلام الجزائري، وهب الجيش الوطني الجزائري إلى وضع خطة استراتيجية لمراقبة الحدود مع ليبيا والممتدة على مسافة ما يقارب الألف كيلومتر، وتوفير الجيش الجزائري سبل استقبال الهاربين من نار الحرب في ليبيا، وإنجاد أوروبيين ومصريين فروا من داخل ليبيا إلى الجزائر، وهو ما أشادت به الحكومة المصرية واعترفت بجميل الجزائر، لكن الذي كان ومايزال يشغل بال الجزائر، وهي التي خبرت سنوات الإرهاب والدم هو قضية القاعدة في الصحراء، وتسلل وانتشار الأسلحة من ليبيا إلى الساحل الإفريقي، في ظل الحرب القائمة في ليبيا كما تقول الجزائر، وهو ذات الإنشغال الذي عبر عنه قائد القوات الأمريكة في الجزائر، معربا عن قلق الحكومة الأمريكية لفوضى السلاح في ليبيا وانتشاره في دول الساحل كما قال العميد هام الذي أجرى مشاورات مع مسؤولين جزائريين بخصوص الأزمة الليبية، واطلع كما قال على تقارير تؤكد تجنيد الحكومة الليبية لمقاتلين أجانب داخل ليبيا، غير أنه لا علاقة لهم بالجزائر، مؤكدا أنه لا يوجد أي دليل يثبت هذه الإتهامات الموجهة ضد الجزائر، وهي نفس التأكيدات التي أطلقتها الخارجية الفرنسية من قبل. ولو كان للفرنسيين أي دليل على ذلك لما صبروا دقيقة واحدة على الجزائر كما يقول الشارع الجزائري وهو أدرى الناس بفرنسا ومواقفها، خاصة بعد رفض الجزائر استعمال المجال الجوي للبحث عن فرنسيين ضاعوا بين الجزائر وليبيا، كما أن جهات أخرى في العديد من دوائر القرار السياسي والأمني في الغرب تجاهلت تهمة المرتزقة، لأنها كانت مجرد اتهامات كما رأت، كما فشلت محاولات المجلس الإنتقالي الليبي في الشكوى التي قدمها للجامعة العربية ضد الجزائر. وقد رأى بعض المحللين الجزائريين أن ورقة المرتزقة هي مجرد فقاعات وإشاعات إعلامية الهدف منها الضغط على الجزائر للإعتراف بالمجلس الوطني الإنتقالي، لكن الموقف الجزائري الرسمي ظل حريصا على ما عرفت به الجزائر من مبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين، وهو ما بدا في موقف الجزائر من الثورة التونسية والمصرية وتعاونها المستمر مع حكومة ما بعد الثورتين في كل من مصر وتونس، بل إن العلاقات المصرية الجزائرية قد توطدت أكثر بعد رحيل مبارك والذي رحلت معه الأزمة الصعبة عقب مباراة كرة القدم بين الفريقين الجزائري والمصري، وما تكشف عنه اعترافات مسؤولين رياضيين مصريين الآن من تورط أولاد مبارك في تلك الأزمة، التي صاحبتها إشاعات إعلامية مصرية عن تهمة الجزائر في إرسال قوات كومندوس عسكرية إلى السودان للإعتداء على الإخوة المصريين، وما أسرع ما سقطت تلك الإشاعات بعد رحيل مبارك ونظامه، كما أن الجزائر لم تتدخل فيما حدث في تونس لا من قريب ولا من بعيد، بل إن الجزائر ساهمت في إرسال مساعدات طبية وإنسانية إلى الحكومة التونسية عونا لها على مساعدة النازحين من ليبيا عبر الحدود التونسية، كما قدمت الجزائر مائة مليون دولار لرئيس الحكومة التونسية الجديد قائد السبسي الذي زار الجزائر بعد تعيينه، ووجد كل التشجيع والمساعدة من الحكومة الجزائرية للأشقاء في تونس لتجاوز وضع ما بعد هروب الجنرال بن علي وتداعيات ذلك على الجارة الشقيقة تونس، وهي أمور لم يقلها الإعلام العربي ولم تقلها الجزائر أيضا، بعيدا عن أي منّ أو تبجح. ويبدو أن الحسم الأمريكي ممثلا في قائد القوات الأمريكية في إفريقيا فيما يعرف بتهمة المرتزقة، جاء في توقيت مهم بالنظر إلى موضوع الحسم الأمريكي والأوروبي في قضية رحيل القذافي، وتجديد مهمة حلف الناتو في ليبيا لمدة تسعين يوما، وإعلان الجزائر عن مبادرة من سبع نقاط دعت فيها إلى حوار جامع في ليبيا بمشاركة كل الأطراف من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة التي تشهدها البلاد. ويرى مراقبون جزائريون أن الزيارة الأخيرة التي قام بها أمير قطر إلى الجزائر حملت الكثير من التطمينات القطرية للحكومة الجزائرية في قضية المرتزقة، كما نجحت تلك الزيارة في تبديد الكثير من السحب التي غشت سماء البلدين بخصوص الوضع في ليبيا. ولأن الوضع في ليبيا صعب جدا، فإن القائد الأمريكي حذر من استغلال الجماعات المسلحة لذلك الوضع الليبي وتداول الأسلحة، ودعا دول الساحل الإفريقي إلى توخي ما سماه بالحذر واليقظة ومراقبة حدودها للحيلولة دون وصول الأسلحة إلى تنظيم القاعدة، مشيرا إلى وجود تعاون أمريكي مع دول الساحل (الجزائر مالي موريتانيا النيجر)، تشمل تبادل المعلومات والمساعدة التقنية من أجل تعزيز الأمن على مستوى الحدود. ورغم كل الضجيج الإعلامي الذي أثير حول تهمة المرتزقة، ستظل الجزائر معنية أكثر من غيرها بالملف الليبي وما يحدث على أرضها من حرب دامية، بحكم الجيرة والأواصر التاريخية والقواسم المشتركة والمصير المشترك، وهو ما عبر عنه الكثير من المعارضين الليبيين الذين يكننون لأشقائهم في الجزائر كل الود والتقدير، وما أكثر ما يتذكرون ثورة الجزائر وشعبها المجاهد، وما بذله الليبيون الأحرار عونا للثورة الجزائرية، يذكرون أيضا مواقف الجزائر مع الشعب الليبي، ويعرفون جيدا أن نظام القذافي في طريقه إلى الزوال، وأن الخلاف بين الأنظمة لا يؤثر على العلاقات بين الشعوب مهما كان ذلك الخلاف، ويدركون أيضا أن قضية المرتزقة ضد الجزائر كانت وهما ذهب مع الريح، وكانت ورقة ذابت في الماء الأمريكي بعد تصريحات القائد الأمريكي، حتى وإن كانت بأيد شقيقة. الموضوع الأصلي : عندما تسقط تهمة المرتزقة عن الجزائر في الماء الأمريكي المصدر : منتديات وادي رهيو | |
|