شهدت الجزائر
فجر أمس هجومين وُصفا بأنهما «انتحاريان»، في مؤشر إلى صيف ساخن ممكن أن يكون «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» يحضّر له خلال شهر رمضان.
وقالت مصادر جزائرية إن شرطيين قُتلا وأكثر من عشرين أصيبوا بجروح في «عمليتين انتحاريتين» نفّذهما مسلحان فجراً ضد مقر محافظة الشرطة في برج منايل بولاية بومرداس، 70 كلم شرق العاصمة. وأفيد أن الانتحاري الأول فجّر سيارة كان يقودها على بعد أمتار من مبنى الشرطة (الأمن الحضري) قرابة السادسة صباحاً، في حين حمل الانتحاري الثاني قنبلة في يده وهو يقود دراجة نارية ثم رمى بها في بهو مقر الأمن مما أدى إلى مقتل شرطي وحارس مدني. ووقع الهجوم الثاني بعد الأول بنحو 20 دقيقة.
وأفاد شهود «الحياة» أن «الانتحاري» الأول كان يقود سيارة «تويوتا» عبر بها مدينة برج منايل الساحلية على بعد 70 كلم شرق العاصمة الجزائرية، ثم اتجه صوب مقر الأمن. وتضاربت الروايات حول موقع التفجير، إذ أفادت شهادات أنه فجّر سيارته المفخخة على بعد أمتار من مبنى مقر الأمن، في حين أشارت رواية أخرى إلى أنه توقف اضطرارياً بسبب عطل في سيارته وأنه تعمّد تفجيرها إثر تفطن عناصر الشرطة المناوبين إليه.
وخلّف التفجير جرحى من المدنيين في حي زياني السعيد القريب من مسرح العملية. وشددت أجهزة الأمن إجراءاتها بعد وقوع التفجير خشية وقوع هجمات أخرى، وهو ما تم بالفعل بعد نحو 20 دقيقة حيث توجّه شاب لا يتجاوز عمره عشرين عاماً يقود دراجة نارية نحو مقر البلدية - بدل مقر الأمن - ورمى بقنبلة كان يحملها بيده، الأمر الذي أدى إلى مقتل شرطي حاول إطلاق النار صوب «الانتحاري». كما قُتل حارس مقر البلدية وجرح 10 من قوات الأمن و10 من المواطنين.
وتقع برج منايل ضمن محور تنشط فيه عناصر «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحوّلت بدءاً من العام 2007 إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». كما أن هذا المحور يضم أهم السرايا والكتائب التي تأتمر مباشرة بأوامر زعيم التنظيم عبدالمالك دروكدال المكنى «أبو مصعب عبدالودود».
وتحمل العمليتان بصمات واضحة للتنظيم الذي كان قد انقطع عن تنفيذ عمليات انتحارية ضد أهداف عسكرية ومدنية مند شهور طويلة، من دون أن يتضح هل أن ذلك سببه مراجعات فقهية تُحرّم التفجيرات الانتحارية أم بسبب العمل المكثف الذي تقوم به أجهزة الأمن. وفي العادة يعمل فرع «القاعدة» المغاربي على تنفيذ عمليات انتحارية خلال فترة الصيف، ولذلك يتوقع أمنيون أن يحاول التنظيم ضرب أهداف أخرى في الأيام المقبلة خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان.
وأفادت معلومات بأن كل القوات الأمنية وقوات الجيش المشتركة استنفرت حول منطقة برج منايل وعموم ولاية بومرداس حيث انتشرت حواجز وعمليات تفتيش.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن صحيفة «الوطن» أن جنديين قُتلا وستة آخرين أصيبوا في اعتداء بقنبلة على مركز عسكري متقدم قرب بغلية في منطقة القبائل شرق العاصمة.
المصدر : جريدة الحياة
التاريخ : الأحد, 17 يوليو 2011