حزب* الله* والمحكمة* الدولية ليس بريئا قرار الاتهام الذي أصدرته المحكمة الدولية بخصوص مقتل رفيق الحريري في الأيام الأخيرة.. انه يكشف دقة التوقيت في إدارة الصراع من قبل الغربيين الذين لا همّ لهم إلا التربص بأمتنا وبقوى المقاومة فيها وبزرع الفتن في صفوفنا لكي ننشغل عن قضايانا الجوهرية..
لقد قتل رفيق الحريري وقتل كذلك عماد مغنية كما قتل فتحي شقاقي واحمد ياسين وياسر عرفات.. لقد اغتيل رجال كثيرون من رجالات العرب.. فلماذا هذا الاهتمام الغربي برفيق الحريري؟. انه الصيد في المياه العكرة والبحث عن ثغرة تمر منها مؤامرات الكيد الغربي لتفسيخ الأمة وإشغالها* بنفسها*.
ومع هذا كله نريد ان يكون واضحا ان كل تبريرات السيد نصرالله وتفنيداته لايمكن ان تنفي التهمة عندما تقابلها التشككات والنوايا السيئة التي تصنع مناخات القتن لجر الأمة لمعارك داخلية.. فرغم كل الاجتهاد الذي بذله السيد نصر الله في تفنيد منطق المحكمة الجنائية الدولية، وكيف انه فضح بالدليل طبيعة العناصر التي تشكلها، حيث أماط اللثام عن حقيقتها الصهيونية وعراها للعيان.. لقد كان يكفي ان نستمع لمثل هذه المعلومات فننبذ القرار وأصحابه إلى المزبلة.. لا ان تقام له الأفراح والمآدب في انتظار الخطوة الأمريكية القادمة بحصار لبنان* وضرب* المقاومة*.
لابد من توفر معيار ومرجعية نقيس عليها الأمور وعندما نفقد المعيار نصبح ككرة تتقاذفها أقدام أعدائنا لتصوبنا هدفا ضد أنفسنا في مرمانا.. فباختصار شديد لن يستوي لدينا من قاتل إسرائيل ومرغ أنفها في التراب في زمن عربي أسود بمن تحالف مع إسرائيل وجيوش أمريكا ضد العراق* وفلسطين* ولبنان*..* لن* يستوي* عندنا* من* سكب* دمه* وفقد* أهله* وتشرد* وجاع* وحوصر* وهو* يرفض* أن* يكون* في* ركاب* أمريكا* بمن* كان* دليلا* للأعداء* على* مواقع* المقاومة*..
إنهم لم يتوقفوا عن الكيد لحزب الله ليس لأنه شيعي.. فلقد كان شاه إيران شيعيا واحمد الجلبي شيعيا وكثيرون شيعة هم اصدقاء الأمريكان وكانوا أصدقاء ولايزال كثير منهم لحلفاء الأمريكان في المنطقة.. إنهم لا يفتشون عن المذاهب ولا عن الانتماءات.. انما هم يفتشون عن روح المقاومة سنية كانت او شيعية وسيتصدون لها ويذهبون ليغروا السذج من المتفيقهين بشعارات طائفية لم يعد لها أية قيمة او اعتبار.. لقد حاصروا كل صوت مقاومة في المنطقة والآن هم يريدون ان ينهوا هذا الصوت النشاز في لبنان والمنطقة في اطار عمليتهم الدنسة ترتيب المشرق* العربي* حسب* المخطط* الأمريكي*.
أجل لا بد من محاسبة قتلة الحريري، ولكن لا ان يصبح دم الحريري قميص عثمان لإنهاء المقاومة.. وان هؤلاء الذين يهيجون الدنيا فرحا لقرار المحكمة الجنائية مطالبون لمحكمة العدل الالهي على ما اقترفوه بحق فلسطين والفلسطينيين في نهر البارد وسواه.. ستسقط مؤامراتهم، لأن* الأمة* لا* يمكن* ان* تفرط* بالمقاومة* ورجالها* وخيارها*.
المصدر: الشروق اون لاين (بتصرف)
الموضوع الأصلي :
حزب* الله* والمحكمة* الدولية المصدر :
منتديات وادي رهيو