عابر سبيل المراقب العام عدد المساهمات : 999
تاريخ التسجيل : 08/05/2010
العمر : 53
| 10/10/2011, 19:59 |
| حربهم الإعلامية وشيطنة الدولة فوزية رشيد
لأن ليس هناك على أرض الواقع البحريني، ما يثبت أن ما حدث في شهري فبراير ومارس، هو «ثورة شعبية» على غرار ما سمي الربيع العربي في بعض الدول العربية، ولأن هناك حالة استمالة مفضوحة لإقناع الرأي العام العربي والدولي، بأن أحداث البحرين هي امتداد لما يحدث عربيا، ولأن اللعبة باتت مكشوفة تماما للشعب البحريني والخليجي، وتتكشف كل يوم عربيا وعالميا، رغم دعم بعض الدول الغربية الكبرى، لترويج أن مطالب (حركة الانقلاب الطائفية الاقصائية) هي حركة شعبية، مطلبية اصلاحية، وهي اللعبة الغربية التي بدورها في طريق الانكشاف اعتمادا على مدى صلابة الدولة وأهل الفاتح من جهة، وعلى مدى التكاتف الخليجي وصلابته في مواجهة المخططات المرسومة خاصة بعد أحداث بلدة العوامية في السعودية من جهة أخرى، فان أدوات تلك الحركة المدعومة بالكامل من إيران، وبارتباط شرطي مع «نظام الملالي» هناك، هم اليوم في مأزق حقيقي يواجهونه بطرائق عدة مكشوفة أيضا: 1- شن حرب اعلامية على الدولة وتشويه صورتها وشيطنتها سواء عبر اطلاق مصطلحات ومفاهيم تلفيقية، أو عبر تضخيم ما يحدث في الداخل، وبالتالي جر الأمن للمواجهة لغرض المزايدات والفبركات الاعلامية. وهي حرب يتم فيها استخدام أشكال مختلفة من المغالطات والفبركات السياسية والقانونية والحقوقية، مقابل تصوير أتباع ولاية الفقيه أو «عملاء إيران» في حالة الاحتجاج السلمي المشروع أو الادعاء بملائكيتهم وملائكية حركتهم باعتبارهم حركة مطالب سياسية واصلاحية. 2- محاولة تهميش بقية غالبية الشعب البحريني، بتصويرهم أقلية من المجنسين والمرتزقة و«البلطجية» الخ حتى يتم ايهام العالم بأنهم وحدهم الشعب البحريني رغم (فئويتهم) وأن حركتهم ليست طائفية واقصائية وانما ثورة شعبية جامعة لكل الطوائف ويسعفهم في ذلك كل قنوات الفتنة الطائفية المرتبطة بأجندة «نظام الملالي» في ايران، الى جانب القنوات الغربية المعروفة. والسبب أنهم يعرفون جيدا أن «بضاعتهم الإعلامية الفاسدة» لم يعد لها سوق في البحرين، إلا بين أتباعهم المضللين الذين يتناقصون بدورهم بعد انكشاف مآربهم الحقيقية الموالية للخارج، ولذلك فتهميش غالبية الشعب البحريني هو اللعبة الخطرة، التي يلعبونها اعلاميا وعلى أرض الواقع، على أمل نجاح السيناريو الانقلابي الجديد، بعد فشل السيناريوهات السابقة وعلى رأسها ما حدث بين فبراير ومارس. 3- التنسيق مجددا بين الخلايا والأذرع والأتباع لايران والموجودة في بعض دول الخليج والعراق ولبنان، اعتمادا على حرب اعلامية تضليلية للخارج، يعلو فيها صوت التشنج الدائم، والادعاء التلفيقي بالمظلومية، وادعاء سلمية حركتهم الانقلابية التي مازالوا يصرون على تسميتها جزافا بالثورة، وفي هذا «دشتي والشطي» مجرد وجهين في قافلة تجتر ذات الخطاب، وذات التشنج، وذات الشيطنة للدولة البحرينية، وذات التهميش لغالبية الشعب البحريني، وتتستر معا على حقيقة (اللاسلمية والعنف) بل الجرائم التي تم ارتكابها في احداث فبراير ومارس، ومعا تغني كجوقة واحدة على الاضطهاد والتمييز والاجراءات القمعية و(الاحتلال السعودي) كما حلا لهم تسميته، في مسرحية مبتذلة من تبادل الأدوار، والهدف ألا تخمد نيران فوضاهم وفتيل شعلة انقلابهم على الثوابت الوطنية وعلى العقد الاجتماعي (الدستور والميثاق) وعلى الاصلاح والديمقراطية بل على مجمل الطبائع البحرينية الأصيلة، بل هم يطالبون بحوار جديد، للوصول الى شكل حكم آخر، عبر انجاز عقد اجتماعي جديد وطبعا دستور جديد كأن المسألة لعبة يحلو اللعب بها وهكذا ببساطة، ولأن مقومات الثورة منتفية تماما من حركتهم الطائفية، فان تحركاتهم تتم اليوم عبر بعض المسيرات الليلية وتصعيد المواجهة مع قوات الأمن بحثا عن شهيد، وأعمال الفوضى والحرق والعنف في القرى، لزوم التصوير للحرب البديلة أو «الثورة الافتراضية» في وسائل الاعلام (فضائيات الفتنة، التويتر، الفيسبوك) والتحركات السياحية - السياسية لدى بعض المنظمات الدولية التي لاتزال تدعمهم لغرض في نفس يعقوب. ماعدا ذلك فلا شيء مما ينتمي إلى (الثورة) يدور على أرض الواقع إذا استثنينا خطب المنبر الديني الطائفي، وخطابات بعض قادة ووجوه جمعية الوفاق التي يتشبه فيها أحدهم برأس حزب الله اللبناني وهي في حد ذاتها للاستخدام الاعلامي الخارجي في اطار الحرب الاعلامية القائمة والمعتمدة على الكذب الى ما لا نهاية، وعلى التلفيق ما أسعفهم العقل فيه، وعلى الاستفزاز والمصادمات المقصودة حتى سقوط ضحية. الأمر اللافت فيما يحدث أن المحاولة المستمرة من جميع القوى الانقلابية من عملاء ايران والاخرى الداعمة لها طائفيا، وهي تستخدم كل الوسائل والأساليب والمصطلحات والمفاهيم والشروح والتحليل لشيطنة الدولة، تسهم في ذات الوقت وبشكل ارادي، في تشويه صورة البحرين نفسها كوطن، لضربها اقتصاديا وسياحيا، وتغتنم كل فرصة لتخريب المناسبات الرسمية والوطنية والعامة، بغرض تأخير عجلة النمو والتنمية وافقار الناس، مما يعني أن صفة الشيطنة ينطبق عليها هي اصلا كحركة انقلابية ارتدادية، ديكتاتورية واقصائية، فليس من صفات من هو وطني وسلمي أن يسعى إلى تخريب بلده، الا من يعرف في نفسه أنه مجرد «حركة تخريبية» مرتبطة بأجندة جهة داعمة له وطامعة في وطنه ويأتمر بأمرها، فمن هو الشيطان هنا؟ و«الحركة التخريبية» تحاول اظهار نفسها في اطار مصطلحات السلمية والديمقراطية والاصلاح، لزوم كسب ما يعتبرونه معركة اعلامية خارجية، تعوض عن فشلهم الذريع في كل ما قاموا به حتى الآن، ولكنها «الحركة التخريبية» التي تنتظر لحظة صفر أخرى في حال الفشل في المعركة الاعلامية الموجهة للخارج، للكشف عن أجندة السيناريو الأخير، وهو ممارسة الارهاب والعنف الكبيرين، وهم يعرفون أين يخبئون معداتهم وأسلحتهم لذلك، ليصبح العنف المباشر وسيلة فرض أجندتهم بالقوة المباشرة هذه المرة، وترويع المجتمع كما جربوه في «الثلاثة الأيام الأخيرة» قبل دخول درع الجزيرة، وهو مجرد بداية، رغم فظاعته، لما يخططون للقيام به لاحقا. وللغرابة لأن كل تحركهم الإعلامي اليوم ومعركتهم قائمة على المزيد من الكذب والتلفيق والتضخيم وإنشاء الثورة في عالم افتراضي، يبدو أنهم صدقوا أنفسهم فيه، وتصوروا بالفعل أن ليس هناك دولة قادرة على لجمهم كفئة، وقلع شرهم من جذوره ان لزم الأمر، وتصوروا أن ليس هناك شعب في البحرين غيرهم، فنسوا أن هذا الشعب يعرف جيدا نياتهم وأفكارهم وأكاذيبهم، بل أجندتهم وارتباطاتهم وتلاعبهم بالوعي الشيعي، وأن هذا الشعب موجود بقوة على أرضه، قادر على حمايتها وحماية الوطن منهم، وقادر على رد كيدهم الى نحورهم بإذن الله، ومثلما الفشل يلاحقهم كمخططين في كل ما يخططون له، سيضربهم الفشل أيضا في حربهم الاعلامية الكبرى، لأنها ستتحول الى حرب بين طرفين أحدهما سلاحه الحقيقة والآخر سلاحه الباطل، ولا ينصر الله الباطل مهما طال أمده واستقوى على وطنه بالخارج. وللحديث صلة. الموضوع الأصلي : حربهم الإعلامية وشيطنة الدولة المصدر : منتديات وادي رهيو | |
|