عابر سبيل المراقب العام عدد المساهمات : 999
تاريخ التسجيل : 08/05/2010
العمر : 53
| 10/12/2011, 16:42 |
| إيران وخيار التخريب الطائفي في الخليج إيران وخيار التخريب الطائفي في الخليج /السيد زهره تحدثت بالأمس عن اوجه الفشل الايراني في المنطقة العربية اليوم وابعاده المختلفة، واشرت الى ان لذلك علاقة بالدور الايراني المفترض في احداث العوامية بالسعودية. والقضية يمكن فهمها في اطار جانبين مهمين: الأول: ان ايران تعتبر ان اوجه الفشل الحالية على النحو الذي اوضحته بالأمس، هي كارثة استراتيجية كبرى لا بد من التعامل معها ومع تبعاتها وتأثيراتها. والثاني: انه رغم هذا الفشل، الذي بلغ ذروته في فشل المخطط الايراني في البحرين، فان ايران لن تستسلم له بسهولة، ولن يدفعها هذا الى التخلي ببساطة عن مشروعها الاستراتيجي في المنطقة. اما عن الجانب الأول، وكيف تعتبر ايران ان فشلها كارثة استراتيجية كبرى، فله في الحسابات الايرانية اوجه متعددة. بداية، من البديهي ان تنظر ايران الى هذا الفشل بأبعاده المختلفة، على اعتبار انه ينذر بانهيار كامل لمشروعها الاستراتيجي لفرض الهيمنة في المنطقة. هذا المشروع الذي خططت له ايران وعملت من اجله منذ سنوات طويلة، وجندت امكانياتها وقدراتها في سبيل السعي الى تحقيقه. يرتبط بهذا مباشرة، ان هذا الفشل يقود - في جانب اساسي منه - الى انهيار الاوهام التي سعت ايران طويلا الى محاولة ترسيخها، والمتعلقة بقوتها الضاربة، وبنفوذها الطاغي في المنطقة، وبقدرتها على صياغة التطورات في المنطقة.. الخ. ايران سعت عبر السنوات الماضية الى ترسيخ الاعتقاد بقوتها وقدرتها هذه، وارادت ان يقتنع بهذا الخصوم والحلفاء على حد سواء. وارادت عبر هذا ان يتصور الجميع ان ايران هي القوة المهيمنة في المنطقة بحكم الامر الواقع، ويجب التعامل معها على هذا الاساس. وعلى ضوء هذا نستطيع ان نفهم كيف تعتبر ايران ان فشلها الحالي في المنطقة وما يكشف عنه من سقوط هذا الوهم بالقوة الايرانية الضاربة، يعتبر بالنسبة إليها تطورا استراتيجيا في غاية الخطورة. وهذا الفشل يعني بالاضافة الى ما سبق ضرة قاصمة لواحد من اهم ابعاد الاستراتيجية الايرانية في السنوات الماضية. نعنى بذلك سعي ايران الى ابتزاز امريكا والدول الغربية. فإيران سعت عبر التهويل من قوتها ومن نفوذها في المنطقة الى اقناع امريكا والدول الغربية بأنها هي التي تتحكم في التطورات الاساسية في المنطقة، وانها هي القوة المهيمنة فعليا بحكم الامر الواقع. بالطبع، هدف ايران الاكبر من وراء هذا دفع الدول الغربية الى قبول فكرة ان ايران هي اللاعب الاول في المنطقة، وانه بالتالي تجب مناقشة كل قضايا المنطقة معها اولا، ليس فقط القضايا المتعلقة بالعلاقات الايرانية الغربية، ولكن اساسا القضايا العربية نفسها. وغير هذا كله، يمثل هذا الفشل الايراني مصدر فزع من زاوية اخرى تتعلق بالاوضاع الداخلية الايرانية. يتعلق الامر هنا بالخوف الشديد من ان التحولات التي تشهدها الدول العربية، وخصوصا التي تشهدها سوريا وما تنذر به من احتمالات سقوط النظام، وما كشفت عنه التطورات من اوجه فشل ايراني، من الممكن في نهاية المطاف ان تشجع على اندلاع مرحلة جديدة من الانتفاضة الداخلية الايرانية على النظام، وخاصة ان كل مقومات هذه الانتفاضة موجودة بالفعل. ازاء كل هذا، الأمر المؤكد كما ذكرت في البداية ان ايران لا تريد ان تسلم بهذا الفشل، وسف تقاتل حتى النهاية من اجل مشروعها الاستراتيجي في المنطقة رغم كل ما يجري. ماذا تخطط ايران لأن تفعل في هذا السياق؟ لسنا هنا بصدد الحديث تفصيلا عن المخطط الايراني في هذا المجال، لكن الامر الذي يهمنا تأكيده هو ان احد خيارات ايران الاساسية، هو خيار التخريب الطائفي في دول الخليج العربية. ليس سرا ان لايران اتباعا وموالين في كثير من دول الخليج العربية. ولم يعد سرا ان لايران خلايا نائمة في دول الخليج العربية. وهؤلاء على استعداد في أي وقت لتنفيذ أي اوامر ايرانية باي تحرك داخلي في بلادهم. وايران لن تتردد في الفترة الحالية والقادمة في السعي الى اثارة الفوضى والاضطرابات الطائفية في دول الخليج العربية. الهدف هنا واضح. الهدف هو ان تدفع ايران الكل، في المنطقة وخارجها، الى ادراك انها - وان لم يكن بمقدورها ان تفرض هيمنتها على المنطقة - قادرة على تقويض الامن والاستقرار في دول المنطقة. في هذا السياق بالضبط، يمكن ان نفهم العلاقة المفترضة بين ايران وبين احداث العوامية في السعودية. وفي هذا السياق ايضا لنا ان نتوقع ان مثل هذه الاحداث لن تكون الاخيرة. لنا ان نتوقع استمرارا للتصعيد هنا في البحرين، واحداث شبيهة في دول خليجية اخرى. الموضوع الأصلي : إيران وخيار التخريب الطائفي في الخليج المصدر : منتديات وادي رهيو | |
|