الأفارقة يفشلون في أول قمة لهم بعد القذافي .. فشلت القمة الإفريقية التي احتضنها أديس أبابا قبل يومين في التوصل إلى أي اتفاق حول مختلف القضايا التي كانت مطروحة للبت فيها خلال اجتماع رؤساء القارة السمراء، بما في ذلك تجديد مكتب مجلس السلم الإفريقي، حين ظهر صراع قوي لأول مرة على هذه المنصب بعد استشهاد المجاهد معمر القذافي باني ومؤسس الاتحاد الإفريقي.
المراقبون أرجعوا سبب الخلافات إلى صراع النفوذ بين الدول الغربية في القارة، فقد بدا التمايز واضحا لأول مرة بين الفرانكفونيين والانغلوسكسونيين، في جلسات القمة، كما بدا الخلاف أعمق بين أعضاء كلا الفريقين من جهة، ولايستبعد المراقبون أن تكون هذه القمة من بين آخر القمم التي سيعقدها الاتحاد.
الوفد الليبي الذي يقوده الكيب كان أصغر من أن يملأ مقعد جماهيرية القائد، وحضر القمة وغادرها دون أن يسأله أحد، ولا أن يصوره صحفي، أو يثير حتى فضول عمال النظافة في مقر الهيئة الأممية الذي بنته ثورة الفاتح العظيم، وعمرته، واستقطبت دول إفريقيا إليه واحدة بعد أخرى.
الملفت هو أن قادة موريتانيا وعدد من دول القارة حرصت على حضور القمة بتمثيل هو الأدنى منذ سنوات، والسبب إدراكها العميق لنهاية مشروع الاتحاد الإفريقي مع رحيل مؤسسه الشهيد المجاهد معمر القذافي، وقد بدأت كل الدلائل تشير إلى ذلك، فالصراعات البينية تتفاقم، والجوع يفتك بالملايين من سكان القارة حين غاب الميعل، والحروب الأهلية تستعر (مالي، الصومال، السودان)، والبنك الإفريقي للتنمية على وشك الإفلاس، والذي أنقذه في المرات السابقة لم يعد موجودا على هذه الأرض، ثم إن مشاركة ليبيا في ميزانية الاتحاد الإفريقي باتت في خبر كان.. يضاف إلى كل ذلك سعي الدول الغربية على تقاسم تركة الشهيد، والإجهاز على مشروع الاتحاد الإفريقي وتفتيته، بعد أن دمروا جماهيرية القائد، وعاثوا في أرضه خرابا وقتلا وتدميرا، ونصبوا عدد من المومياءات الراجلة، لاحول لها ولا قوة.
الموضوع الأصلي :
الأفارقة يفشلون في أول قمة لهم بعد القذافي .. المصدر :
منتديات وادي رهيو